الأربعاء، 12 أغسطس 2009

في المترو ...


في المترو ...



تعشق المترو لذلك ، كلما رفعت يدها ممسكة بطرف العمود الحديدي الراسخ أمامها محاولة التشبث بخيط أفكارها وذاتها ، تعشق المترو لأنه المكان الوحيد التي تختلي فيه بها ، فتسألها وتعيشِها وتعيشُ معها في تلك الحالة المحببة لها دائما ، تحلم وتبني وتضحك وتبكي ، تفعّل الأحلام دائما في المضارع فالماضي رث الثياب في أحلامها والمستقبل ، المستقبل في نظرة العين تلك .. تراه وتبتسم بداخلها محضتنة كتابها التي تلهو بقرائته دائما في المترو ..
تخلع عينها بعيدا عن العمود الحديدي لتراشقه بنظرة تسبح فيها بداخله ، باحثة عن بداية حلم ما ، حلم أبطاله ورقة وقلم وعين تحاصر مفاتنها ، حلم يعيش علي دقات موسيقي ولمسة يد لاهثة من ركضة الملاحقة ، حلم يمتزج دائما في حديث العيون
تعشق المترو لأنة المكان الوحيد الذي تختلي بأبطال أحلامها المختلفين دوما في كل حلم ولا يحاسبها أبدا من اغتصب حق المحاسبة ، إنها فقط أحلام ...

تقف دائما في هذه الزاوية القريبة من الباب الخلفي حيث تري كل الوجوه ، وجوه تشبه من اعتادتهم ، في البيت ، في المكتبة ، في شارعها ، وجوه وأماكن ألفت تحطيمهم لأحلامها إلا المترو هنا كل الأحلام مباحة ، هنا لن يقفل علي حلمها أي باب ، هنا تذهب للمكتبة كاتبة وليست عاملة ، هنا انبهارهم بصوتها وأدائها ، هنا حلم الفرصة والشهرة والمجد ، هنا أب وأم يقدرونها ويعتنون بموهبتها ، هنا أخ يصادقها ويسمح ببعض الأحلام ...

هنا اقتراب المحطة الأخيرة ، تتشبث جيداً بعامودها الحديدي ، تترنح أحلامها من هول النهاية ، تخبو مستسلمة للوجوه المتشابهة ، لشارعها ، للمكتبة ،... للبيت



هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

كل رمضان و انت بخير
تحياتى

رامز عباس يقول...

هنقول بس كل رمضان وانتي بخير


بعد كدة هنبدأ عملية النقد لبوستاتك


بعد كدة ربنا يقدرنا ونقتحم حياتك

عيله مفتريه سابقا يقول...

كل رمضان وانتم بخير

Wohnungsräumung يقول...

شكرا على الموضوع

Entrümpelung wien يقول...

شكرا على الموضوع