رسالة مريضة نفسياً لطبيب نفسي 3
بعد التحية
أحيانا ..، يضعك القدر في عدة مفارقات سخيفة ، تشعرك بأنك فأر ملفوف حول كره الخيط والقط مستمتع بالنظر لك تارة والتسلي بشقلبتك تارة أخري ، أنت تحاول التملص من بين سخافاتك .. هي مفارقة في النهاية – قد – تُخرج نفسك او يخرجك القدر ذاته .. أنما هي مفارقه
أما أن تكون حياتك مفارقة كبيرة سخيفة تكن أنت فأر تجارب لمجموعة بشعة لا محدودة من المسوخ البشرية
أعذرني سيدي لتشبيهاتي ولكنها عقدة !
عقدة تشعبت أمراضها وطفحت علي مجتمع ...... لا أجد له وصف !
تعلم سيدي؟ هناك لزّمة لا أستطيع التخلص منها وهي كلمة " البداية " دائما ما تتوارد أفكاري في المستهل أن اكتب " في البداية " فالبداية دائما عندي مغرقه بالحكاوي المرضية ، هي بدايات مشوهه تسير في أزقة غير ممهدة مظلمة وتتوه معها فلا تجد أبدا علامات إرشاد ..
وبدون بدايات أنا يا سيدي كائن فضائي وجد بين البشر ظلماً ، كائن فضائي يطلق عليه لقب مخجل " سمين " ، لحظة لمن يحاول شن هجوم مسنن علي " من المستحيل أن تري أنت مشكلتي – او مرضي النفسي – من منظوري فأنا وإن كان ما أقوله يحمل لون قاتم فهو – بالضبط – ما يعشش بداخلي منذ أن اكتشفت حقيقتي هذه بين عيون من تسمونهم ... بشر "
لا احد كامل " الكل يقول هذا وان كان هناك من يسعون للكمال فالكمال صفة ربوبية لا يمكن أن يتسم بها مخلوق فنقصان البشر سعي ، سعي للإله ولتوحيده وعبادته حتي تصل لدرجة لا أقول فيها كمال ولكن فيها اقتراب من غاية ، وهذا ما نسمعه دائما بين البشر فقط نسمعه فقط يقال ..
عندما ولِدتُ نظر الطبيب إلي وقال " أهلا ... فتاة سمينة " ، ثم تناولتني أمي قائلة " اوه ... فتاة ثقيلة " ثم رفض الجميع حملي ، وأنا لم أدرك ماذا بهم ! كبرت ككيان إنساني لا اشعر مطلقاً بداخلي بهذا الفارق المهول بيني وبين البشر ! فلم يظهر لي يوماً قرن او قرنان ، او لم يؤلمني – ذيلي – يوم ..!
ولكني سمينة بشهادة الشهود ، وكان يجب توقيفي من قبل المختصين ، حين نزحت للتعلم كان يراني الجميع كائن مهول ضخم ، لدرجة أن مدير المدرسة " الموقر " تخيل أنني ألتهم طعام زملائي مسبقاً لا والأكيد أنه تشكي مني ... وكان مصير مؤلم
وحينها علمت أنني ولدت بصحيفة سوابق ممتلئة عن أخرها بتهم ملخصها " أنني سمينة "
تهمتي هذه يا سيدي بدأت علي يد من هم يمتهنون " التربية والتعليم " بدأت مع من يطلقون عليهم اسم " معلم " وياللعجب علي تربيتهم وتعليمهم ، انطلقت تلك التربية تُعمر وتبني بداخلي ، منبوذة .. أنطوائية .. جبانة .. و
بدأت المعاناة الفعلية مع سن بلوغي ووصولي لمرحلة التمييز الأنثوي ، تنشغل بإظهار أي مفتن لإرضاء كيانها ، وأم تنشغل بمحاولات إنقاص وزن أبنتها – الدائمة - وأي فتاة في مرحلة المراهقة وبداية البلوغ الفعلي تحاول الاهتمام بشكلها بشكل مكثف فمحاولة إنقاص الوزن بالنسبة لها شئ تكميلي وليس غاية حياتية ملّت من تكرارها واعتيادها وجعلها محور لحياتها منذ البداية ، لذا فكنت أنا المغصوبة علي أداء شئ تناقضة طبيعتي الحالية ، أنا لا أريد أن أصادق عجوزات سمينات من اثر الزمن عليهن ، لا أريد أن يكون محور حياتي الجيم والرجيم والفاكهة والسلاطة وخلافة
أريد أن أكون كباقي الفتيات ، وهنا عرفت يا سيدي أنني لستُ كباقي الفتيات ...!!